الجمعة، فبراير 13، 2009

الغيـــــــــــرة وبناء الأمم


إن البعض منا ينظر إلى الغيرة وكأنها شيء محبوب , وكأنها شيء مطلوب للنجاح,فنحن نرى الآباء عندما يحثون أطفالهم على الغيرة من زملائهم للمزيد من النجاح.

وهنا لنا إن نفرق بين نوعان من الغيرة حتى لا يختلط الأمر وهما :

- الغيرة السلبية المدمرة التي لابد وان نمحيها من حياتنا .
- الغيرة الإيجابية التي تحمسنا إلى المزيد من العمل والمزيد من الإبداع .

فالنوع الأول من الغيرة , آلا وهو الغيرة السلبية التي بلا شك تؤدى إلى الدمار لصاحبها قبل الغير فأن هذه الغيرة تجعل من صاحبها إنسان لا يعرف غير الكراهية , لا يعرف غير الخيانة والغدر , الخداع . تدمير الغير , والقضاء على كل شيء جميل لان هذا الشخص وإن كان يبحث انه يكون أفضل من الأخر فوسيلته هنا وسيله غير مشروعه بل أنها وسيله تؤدى إلى موته هو قبل موت أي شخص أخر .

أما بالنسبة للنوع الثاني من الغيرة , وهو الغيرة الإيجابية هي تلك الغيرة التي ولو أمتلئ بها مجتمعنا لأصبح مجتمعا متميزاً , فنحن في هذه الغيرة نرى النجاح فنرغب إن نكون في مثل هذا المقدار من النجاح , ولكن هنا لا يتعدى الأمر إلى أن أقضى على هذا النجاح لكي يكون لي , بل أنني أعمل لكي أكون ناجح .

ولنا الآن إن نقول أننا لابد وان نقضى على تلك الغيرة السلبية من حياتنا ليحل محلها الغيرة الثانية – الإيجابية المؤدية إلي النجاح – فعلينا كشباب مصري أن نتسم بالغيرة الإيجابية وتكون هذه الغيرة سمة سائدة في حياتنا , حتى تصبح هي جوهرنا , فنحن في أمس الحاجة إلي تلك الغيرة الإيجابية لكي نلحق بركب التقدم الذي استقلته الأمم المتقدمة ولا تسمح لغيرها بالصعود لأنها تؤمن بأن صعود غيرها إلي جانبها سوف يؤدي بها إلي الوقوع . فنحن عندما نكون غيورين على بلادنا ونسعى بكل جد ووعي إلي تحقيق نهضتها لا يوجد لبلوغ هذا الهدف سوي الشباب , ولكن علينا ان نتساءل هل هذا الشباب على مقدرة بتحقيق تلك النهضة المنشودة ؟ الإجابة ممكن أن تصبح... نعم... ولكن بشروط لعل من أهمها الغيرة من الأمم الأخرى لكي نعمل بكل ما نمتلك من القوة للحاق بهذه الأمم وعندما نلحق بها يجب أن نتعلم من تاريخنا لكي نحافظ على تقدمنا هذا الذي وصلنا إليه بعد جهد كبير لأننا أمة صعدت إلي قمة التقدم في الماضي ولكنها سرعان ما سقطت , فيجب علينا أن نتعلم من خبراتنا لكي لا نسقط مرة أخري .

محــمد العنــــــــاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق