الأحد، مارس 08، 2009

صدام ليس صدفة.. ولا البشير




بقلم سليمان جودة ٨/ ٣/ ٢٠٠٩
جريدة المصري اليوم

هل هناك صلة، بين اعتقال صدام حسين، ثم إعدامه، وبين اعتقال عمر البشير فى السودان؟!

نعم.. هناك صلة قوية، ومباشرة، وهى ليست راجعة، فى حالة العراق، إلى أن صدام كان يسعى إلى امتلاك سلاح نووى، فقد ثبت بالدلائل القاطعة، أن مثل هذا الكلام إنما هو أكذوبة كبرى، واستخفاف بعقول الناس.. ولا الحكاية راجعة إلى وجود علاقة خفية، بين الرئيس العراقى السابق، وتنظيم القاعدة.. فمثل هذا الاتهام، قد تبين أنه أسطورة، وأنه كلام فارغ، ولا أساس له من الواقع!..

وقد عادوا فقالوا وقتها إن الهدف من اعتقال الرجل، ثم إعدامه، هو رغبة الولايات المتحدة، ومعها الغرب إجمالاً، فى نشر الديمقراطية بالعراق.. ولابد أن حال العراق، فى اللحظة الراهنة، يجسد لنا تماماً، نوعية الديمقراطية التى أرادوا نشرها هناك.. فليس هناك عراقى، إلا يطارد عراقياً آخر، ويتعقبه، ليقتله!!

وفى حالة السودان، لم يكن الهدف من وراء صدور مذكرة اعتقال فى حق الرئيس عائداً إلى أن الغرب يتمزق ألماً، على الذين عذبهم البشير فى دارفور أو شردهم، أو حتى قتلهم.. فمثل هذا الكلام، لا ينطلى على عقل طفل، لأن أى إنسان لديه ربع عقل، سوف يتساءل على الفور: إذا كان ما ارتكب البشير فى حق بعض أبناء دارفور تعذيباً يعاقب عليه القانون الدولى، فما هو اسم الذى ارتكبه بوش فى سجن أبوغريب، وفى معتقل جوانتانامو؟!

وإذا كان عمر البشير قد قتل ٢٥٠ ألفاً من السودانيين المستضعفين، كما تقول مذكرة الاعتقال، ويريد المجتمع الدولى أن يحاسبه على هذه الخطيئة، فمَنْ يحاسب بوش، على نحر مليون عراقى على مشهد من العالم كله؟!

وإذا كان الرئيس السودانى قد شرد ثلاثة ملايين سودانى فمن ـ يا رب ـ يقتص لخمسة ملايين عراقى، مشردين فى أنحاء الأرض على يد بوش.. مَنْ؟!

ونعود إلى السؤال الأول: ما الصلة، إذن، بين الرئيسين؟!

الحقيقة أن هناك كلمة واحدة تمثل وحدها هذه الصلة، ولا صلة غيرها.. هذه الكلمة هى «البترول»، فموت العراقيين جميعاً، ومعهم السودانيون جميعاً، لا يحرك شعرة فى رأس أمريكا ولا الغرب.. ولكن ظهور برميل بترول واحد، يُسِيل لعاب الجميع، ويدفعهم إلى تدمير أرض الرافدين، ونسف العراق فوق رأس أهله، وتفريق العراقيين فى كل ناحية، لا لشىء، إلا لأن البلد يعوم على بحيرة من البترول..

وحين ظهر النفط، فى السودان، وحين تبين أن هناك كميات كبيرة منه سوف تظهر مستقبلاً، كان لابد أن تتحرك الآلة الأمريكية، ثم الغربية، الجهنمية، لتفعل بالسودان ما سبق أن فعلته بالعراق، لأسباب أخرى تماماً، غير هذه الأسباب المعلنة المضحكة!

ليست صدفة، ولن تكون.. فالهدف النهائى والوحيد، هو نهب ثروات البلد، فى الحالتين، ونهب البترول على وجه التحديد، وإذا كان المنافقون الكذابون الذين أصدروا قرار الاعتقال يريدون أن يحلوا مشكلة دارفور، فالقرار يحل السودان كله، بمعنى تحلله وتحويله من دولة متماسكة، فى حدها الأدنى، إلى أشلاء وبقايا!!

هناك 4 تعليقات:

  1. علينا ان ننتبه علينا ان ننتبه وعلينا ان نفهم ونقاوم والا ...............

    ردحذف
  2. ياتري ياالدور علي مين من العرب
    اكيد في قائمه اعدتها الولايات المتحده واكيد هذه القائمه مرتبه من الاضعف الي الاقوي
    بدات بارئيس العرقي صدام حسين واعقبه تدمير العرق
    ثم توالت الي البشير وبالتاكيد يعقبه تدمير السودان
    وهل هناك تدمير اقوي من اللعب بالاسلحه العرقيه
    كاللغه والدين فقد زرعت الولايات المتحده وغيرها من قوي الغرب هذا الفتيل في السودان والعراق ومن قبلهم في فلسطين (فتح وحماس) فهي تلعب ان يدمر الشعب نفسه بنفسه حتي تدخله بكل سهوله من جانب ومن الجانب الاخر يكون لديها حجه للدخول والسيرطه علي مقدرات هذا الشعب وبذالك تقزم بتطبيق المثل الشعبي(ضرب عصفورين بحجر)فياتري الدور علي مين
    تحياتي ليك يا دكتور محمد علي اختيارك موضوعات المدونه

    ردحذف
  3. ياتري ياالدور علي مين من العرب
    اكيد في قائمه اعدتها الولايات المتحده واكيد هذه القائمه مرتبه من الاضعف الي الاقوي
    بدات بارئيس العرقي صدام حسين واعقبه تدمير العرق
    ثم توالت الي البشير وبالتاكيد يعقبه تدمير السودان
    وهل هناك تدمير اقوي من اللعب بالاسلحه العرقيه
    كاللغه والدين فقد زرعت الولايات المتحده وغيرها من قوي الغرب هذا الفتيل في السودان والعراق ومن قبلهم في فلسطين (فتح وحماس) فهي تلعب ان يدمر الشعب نفسه بنفسه حتي تدخله بكل سهوله من جانب ومن الجانب الاخر يكون لديها حجه للدخول والسيرطه علي مقدرات هذا الشعب وبذالك تقزم بتطبيق المثل الشعبي(ضرب عصفورين بحجر)فياتري الدور علي مين
    تحياتي ليك يا دكتور محمد علي اختيارك موضوعات المدونه

    ردحذف
  4. اشكرك في البداي لتعليقك يا خالد وانا معاك وشايف ان السودان بالفعل بلونة اختبار لمصر من امريكا ..... فلو امريكا نجحت هي واسرائيل في هذا الاختبار قول الدور على مصر والان الملعب عند العرب وعليهم الاختيار فاما ان يختاروا العار والذل او ان يختاروا الحرب الباردة ..... هذا هو ما يوحي به واقعنا الذي نعيشه .... واخيرا فانا اتقدم لك بجزيل الشكر لردك يا خالد ابو تريكة

    ردحذف