الجمعة، يوليو 03، 2009

اقتحام وتدنيس المسجد الأقصي ... والعفو العربي !!

مقال بقلمي / محمد العناني

شهد المسجد الأقصي المبارك ، صباح الثلاثاء الماضي الموافق 23 من يونيه 2009 م ، حلقة جديدة من حلقات تدنيسه وتهويده ، بل ومحو كل أثر عربي من علي جدرانه ، قام بهذه الحركة اللاأخلاقية " يتسحاك أهرونوفيتش " وزير الأمن الداخلي للمحتل الصهيوني باقتحامه المسجد الأقصي وسط العشرات من القوات الاسرائيلية.

مر هذا المشهد علي المسرح العربي دون أعتراض – باستثناء تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية " عمرو موسي " بعروبة القدس – بل والأكثر من ذلك عدم أهتمام الإعلام العربي بهذا الحدث وكإنه هذه المرة لا يريد أن يتسبب في المزيد من الإحراج للعرب ، فلا نمتلك إلا أن نقول إنه العفو العربي عما حدث !!

وبإلقاء نظرة تحليلية علي السياسسة الإسرائيلية يتضح لنا أن هذا الحدث الأخير ليس غريب عليها ، فبالرغم من انهم علي علم بعروبة القدس يحاولون وبكل السبل محو عروبتها ، وإلصاق صهيونيتهم بجدرانها ، وللمفارقة ، نراهم لا يستسلمون في دفاعهم ، غير الشرعي ، عن القدس وفي المقابل فالعرب شبه مستسلمون متنازلون عن حقهم ، الشرعي ، في القدس فكل ما صدر علي ألسنتهم مجرد تصريحات تؤكد عروبة القدس ليس لها علي ارض الواقع أي دور تنفيذي ، فهي أشبه ما تكون بطفل سُجن في رحم امه قبل أن يُولد فمات وماتت معه امه !

فإسرائيل الاَن تمارس سياستها الصهيونية المعتادة ، فهي تريد تهيئة الموقف العربي لاتخاذ القدس عاصمة دائمة ، أو بالأحري فهذه المرحلة بالنسبة للسياسة الإسرائيلية ، مرحلة جس النبض العربي ، ولكن لا ، فالقدس عربية يشهد تاريخها علي عروبتها وإن قطعوا لسان تاريخها فهناك أعينهم لتري اَثارها شاهدة علي عروبتها ولتراها مرسومة بداخل عين كل طفل فلسطيني .

وللتدليل علي نجاح السياسة الإسرائيلية ، في رأيي ، نعود إلي الموقف العربي في مؤتمر القمة العربية الذي عُقد في الخرطوم بعد هزيمة العرب في 1967 م ، والذي تبلور موقفه في صدور " اللاءات الثلاث الشهيرة " لترفض الصلح والمفاوضات والإعتراف بإسرائيل ، والاَن نحن تصالحنا مع إسرائيل ، علي المستوي السياسي وليس الشعبي ، وتفاوضنا ونتفاوض معها اعترافاً منا بها من أجل حل الدولتين ، بالفعل الموقف تبدل فبعدما كنا نرفض الدولة الإسرائيلية اعترفنها بها ونرجوها صيانة حقوق الدولة الفلسطينية ، فهل سيلقي الذئب بفريسته ؟! ولعلنا نتذكر هنا مقولة الرئيس المصري الراحل " جمال عبد الناصر " عندما قال ( لقد أعطي من لا يملك من لا يستحق ) ونتعجب من الوضع الراهن فالذي يملك أصبح يطالب السارق برد سريقته ! ! رحمك الله يا جمال .

هكذا أعترفنا بإسرائيل وهكذا نجحت إسرائيل وسياساتها وفُشل العرب بتخبط سياساتهم ، والاَن في تُعيد التطبيق لسياساتها بالتهويد ونحن نُعيد سياساتنا " بلا واحدةً للتهويد " فهل ستذهب اللا هذه مثل أخواتها السابقات بمؤتمر الخرطوم ؟

ولعلنا الاَن في حاجة إلي من يفسر لنا هذا السكون ، أو السكوت ، العربي علي الجرائم غير الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، فلماذا هذا التبلد العربي ؟ ولماذا هذا التخاذل ؟! ولعلنا في حاجة لطرح سؤال ثالث ، أين ذهبت الكرامة العربية ؟!

هناك تعليق واحد: